تترا باك: نموذج للتغليف في صناعة الأغذية والمشروبات وآفاق تطويره
تترا باك: نموذج للتغليف في صناعة الأغذية والمشروبات وآفاق تطورها لمحة تاريخية عن تطور تترا باك انطلاقاً من اختراع مبتكر لمهندس سويدي وُلدت شركة تترا باك في عام 1950 في السويد. وقد أدرك مؤسسها روبن راوزينج العديد من العيوب في الزجاجات الزجاجية التقليدية المستخدمة في تغليف الحليب، مثل كونها هشة وعمرها القصير وتكاليف التنظيف المرتفعة. في ذلك الوقت، كان الحليب ضرورة يومية للأوروبيين، لكنه كان محدودًا في توزيعه وتخزينه على نطاق أوسع وأكثر ملاءمة لتغليفه. وبفضل تفكيره المبتكر، قاد راوزينج فريقه في البحث والتطوير، ليتمكن في النهاية من إنشاء عبوة ورقية رباعية السطوح. تتكون هذه العبوة من مواد مركبة متعددة الطبقات، وتوفر العديد من المزايا، وأبرزها أنها تسمح بحفظ الحليب في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ستة أشهر، أي مدة صلاحيته بشكل كبير. وكان هذا بمثابة اختراق كبير في مجال تغليف المواد الغذائية في ذلك الوقت. في عام 1952، سلمت شركة تيترا باك أول آلة لها إلى جمعية لوند للألبان (لونداورتينس Mejeriförening). وفي نوفمبر من نفس العام، بدأ بيع الحليب في عبوات رباعية السطوح في السوق. وبفضل تقنية التغليف المبتكرة هذه، اكتسبت تيترا باك شهرة سريعة في السوق، واستحوذت على حصة كبيرة من سوق تغليف الألبان في شمال أوروبا في غضون أربع سنوات فقط. وقد أثبت هذا قدرتها التنافسية القوية في السوق وأدى إلى إرساء أساس متين لتوسعها العالمي اللاحق.